
مثقال مخاطباً حفيده محسن : جدي يا محسن عُقب ما تفطر جيب القدوم والفاروعة معاك والحقني على الكرم الغربي .
محسن : لويش مهو مش وقت قنابة هسع !
مثقال : بدري يا جدي بس بي شجرة لزاب مالت من يوم الثلجة وخايف لا تروح تقع عابوغفلة على حدا من أهل القرية اللي بقعدوا بظلتها .
محسن : ماشي يا جدي روح وأني لاحقك
يترجل مثقال عن حماره منتظراً حفيده محسن ، وبعد وقت ليس بالطويل يُطل محسن وصديقه أنور الأهتر ومعهما الفاروعة والقدوم.
بعد طرح السلام على المختار يسأل محسن جده : جدي هاظا هي الشجرة اللي حتشيتلي عنها ؟
فيرد مثقال : آه يا جدي . طبعاً أنور أثناء ذلك كان يتأمل الشجرة ويدور حولها ليقول بعد ذلك : يا بي مااتبلها عليم الله بتها يومين تحتيب ( يا بي ما اكبرها عليم الله بدها يومين تحطيب).
فيقول له المختار : لا يا عمو يا أنور ظهرية زمان بكون محطبها بس أنت ومحسن اقعدوا واتفرجوا .
فعلاً ما إن حان وقت الظهر إلا وكان مثقال قد أنهى تحطيب الشجرة وقال لمحسن : جدي لملم هالحطبات أنت وأنور وانقلهن للدار على الجحش ، وهاظ أني بتدرج قدامكوا .
فضول محسن وأنور دفعهم لترك الحطبات وراحوا يتأملوا بقُرمية الشجرة حيث قال محسن لأنور : وشو رأيك نقبع هالقُرمية وهيتش بنزيد الحطبات ؟
طبعاً أنور في هذه المواقف لا يخالف صديقه محسن فيقول له : اتمع تا ادولت تعال تا نبحت على تلوتها ونتلعها تلع ( اسمع تا اقولك تعال تا نبحش على شروشها ونشلعها شلع).
انقضى معظم النهار وهما يحاولان إخراج قُرمية الشجرة ولكن هيهات فجذورها ممتدة ولأعماق كبيرة في باطن الارض .
يُطل مثقال عليهما وهو منشغل البال فيقول : ولكوا شلشتونا عليكوا وشو بعدكوا بتسوا . فيقول محسن : والله يا جدي اجينا تا نشلع القُرمية مشان نزيد الحطبات وهاظا احنا بلشانين بيها.
يضحك مثقال ضحكة قوية ويقول : ولكوا هاي بدها نَخُل روح يا محسن ودي نقلة حطب واحتشي لجدتك تعطيك النَخُل وجيبه معاك وهاظا أني وأنور بنجمع تالي هالحطبات تا ترجع.
(( النَخُل = عبارة عن قضيب حديدي طوله مترين وبقطر خمس سنتميترات تقريباً يستخدم كعتلة لتحريك قطع الصخور الكبيرة وقرامي الأشجار ))
فعلاً يُحضر محسن النَخُل وتبدأ عملية خلع القُرمية وبعد عدة حركات من المختار من جهات مختلفة تخرج القُرمية وبكل سلاسة من مكانها، ليقول مثقال : خليها لغد ببقى أعود واحطبها ، هساعيات النهار خلص.
يعود الجميع وقد أنهوا عملية شاقة نوعاً ما ولكن محسن وأنور قد تعلما درساً مجانياً في كيفية التعامل مع قرامي الأشجار بالمستقبل.
ربما نحن احوج ما نكون لنَخُل خاص بقرامي الفاسدين والمفسدين الذين تمتد جذور فسادهم في أعماق هذا الوطن .
رائد عبدالرحمن حجازي
#وطني